الاثنين، 21 أبريل 2014

حقوق الزوج

حقوق الزوج
خطبة صلاة الجمعة
الشيخ رضا السيد شطا
إمام مسجد الأمان في نيوجرزي


الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وكفى بالله حسيبا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له  الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وزد وبارك على سيدنا ومولانا محمد حق قدره ومقداره العظيم وأرضى اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين   وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم بإيمان وعنا معهم بفضلك وجودك وسعة رحمتك يا أرحم الراحمين، وبعد... من الأوهام المنتشرة هذه الأيام في عالم الإسلام أن الإنسان مادام يؤدي فرائض الله سبحانه  وتعالى من صلاة وصيام وزكاة وحج  فهو بهذا ينجو عند الله سبحانه وتعالى في الآخرة , وهذا وهم لأن حقوق الله سبحانه وتعالى لا تقبل عند الله تعالى إلا وهي مشفوعة بالقيام بحقوق الآخرين بل إن حقوق الناس أولى عند التأكيد من حقوق الله تعالى .   لأن حقوق الله مبنية على المسامحة، الله يسامح ، الله كريم، الله رحيم، الله يتجاوز عن الناس ، لكن حقوق بني آدم مبنية على المشاححة، الإنسان شحيح بحقه ، إذا ظلمت إنساناً في ماله أو في عرضه، اغتصبته حقه,  فهذه هي المصيبة الكبرى، وهذه هي البلية العظمى، لقد تحدثنا في هذا المكان المبارك عن حق الزوجة على زوجها في الإسلام وذكرنا أن حقوق الزوجة على زوجها ستة حقوق:
الحق الأول : أن يحسن نفقتها.
الحق الثاني : أن يكرم عشرتها.
        الحق الثالث : أن يصون كرامتها.
الحق الرابع : أن يحترم ذمتها (المقصود الذمة المالية التي قررها الإسلام للنساء).
الحق الخامس : أن يدعم عقيدتها ( أن يروي شجرة الإيمان في قلبها).
الحق السادس : أن يبر أهلها وعشيرتها.
و اليوم بعدما تصلوا على المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم , نحن على موعد بلقاء أن نتحدث عن حقوق الزوج على زوجته في الإسلام بعدما تحدثنا عن حقوق المرأة على رجلها. كذلك نتحدث عن حقوق الرجل على امرأته وحقوق الرجل على المرأة في الإسلام هي ستة حقوق أيضا:
        الحق الأول : احترام قوامته.
        الحق الثاني : أن تطيع أمره.
        الحق الثالث : بذل الجهد في خدمته.
        الحق الرابع : أن تحفظ ماله وأمانته.
        الحق الخامس : أن تكف أذى لسانها عن أهله وعشيرته.
        الحق السادس : حسن التبعل في حضرته.
هذه حقوق قررها الإسلام، قررها النبي صلى الله عليه وسلم، نحن اليوم بعدما توحدوا الواحد الأحد سوف نفيض في شرح هذه الحقوق ب " قال الله تعالى "، "قال الرسول صلى الله عليه وسلم".

الحق الأول: احترام قوامته :
الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ﴾، الله سبحانه وتعالى الذي قال هذا ويجب أن تحترمي القوامة ومعنى القوامة السيادة ، معنى القوامة الريادة، ومعنى القوامة القيادة، الأسرة عبارة عن سفينة تمشي في بحر الحياة هذه السفينة لابد لها من قائد، هذه السفينة لابد لها من ربان، من الربان ومن القائد ؟ الرجل ، ومن الذي جعله قائدا؟ الله الذي جعله قائدا، لماذا اختاره الله قائدا؟ أنا لا أريد أن أفيض فيما أفاض فيه بعض المتفلسفين وقالوا لأن نفسية الرجل غير نفسية المرأة ولأن البون شاسعاً بين كيان الرجل وكيان المرأة، انا ما أريد أن أقول هذا ولكني أقول لكل امرأة توحد الله سبحانه وتعالى وتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو اختيار الله سبحانه وتعالى، الله الذي فعل هذا، لكل شركة، لكل جمعية، لكل مؤسسة رئيس، رئيس مؤسسة الزوجية هو الرجل والذي عينه رئيساً هو الله سبحانه وتعالى، صحيح أن بعض النساء أفضل من آلاف الرجال، امرأة فرعون مثلاً أفضل عند الله سبحانه وتعالى من ملايين الرجال لكن مع هذا ومع وجود هذا الصنف الغالي العزيز النفيس من النساء إلا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي اختار الرجل  اختاره قائدا للبيت فهو القائم على البيت حقه مقدم على حق أهلها بل جاء عن المعصوم عليه الصلاة والسلام " أن أول ما تسأل المرأة عنه في قبرها تسأل عن صلاتها ثم عن حقوق زوجها " وليس معنى القوامة أن يذهب الرجل راتب امرأته باسم القوامة ، أو يعدو على ميراثها باسم القوامة ، أو يدس أنفه في طبيخها وخبيزها وعجينها وترتيبها للدار باسم القوامة، أن يؤذيها باسم القوامة، أو أن يتعسف في استخدام القوامة، لا .. مولانا الإمام " أحمد بن حنبل " عليه الرضوان الأعلى جاءه رجل وقال : أريد أن أتزوج فبماذا تنصحني؟ قال:تزوج رجلاً!! كان الإمام أحمد قليل الكلام وكانت الكلمة تشتمل على معاني كثيرة والمقصود أنك إذا أردت الزواج فابحث عن بنت " راجل " أبوها هو صاحب القوامة في البيت وإذا أخطأت البنت تعرف أن ترد الكلام على أبيها تجد من يناقشك ويأخذ الكلام معك، تزوج رجلاً، قال: يا إمام وكيف أعاشر امرأتي ؟ قال: كن لها أباً وكن لها أماً وكن لها أخاً، فال: يا إمام وكيف هذا؟ قال: يا هذا إن التي تركت أمها وأباها وأخاها ومشت وراءك وتبعتك من حقها عليك أن ترى فيك رفق الأب وحنو الأم وشفقة الأخ ، ينبغي عليك أن تريها كل هذا.

الحق الثاني : طاعته وحسن عشرته :
هذه الطاعة ليست على سبيل الإكرام إنما على سبيل الإلزام، هذا فرض من فرائض الله على النساء، اسمع ماذا قال المعصوم عليه الصلاة والسلام قال، قال " حصين بن محصن " جاءت عمتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : أذات زوج أنت؟ قالت : نعم يا رسول الله، قال: فأين أنت من زوجك ؟ قالت : أبذل جهدي في طاعته لا آلوه إلا ما كان فوق طاقتي (لا أترك له أمراً) قال: انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك ( أي إن أطعتيه دخلتي الجنة وإن عصيتيه دخلت النار)، هذا طبعاً أمر صعب، حتى أن " الغزالي " قال في طاعة الله في " الإحياء " إن الإنسان بطبعه ينفر من العبودية ويشتهي الربوبية لا يحب أن يطيع أحد,  وما من أحد من الخلق إلا وهو مضمر ما أظهر فرعون عندما قال " أنا ربكم الأعلى" ما من أحد إلا وهو يستنكف عن الطاعة، لا يريد أن يطيع وإذا كان هذا بالنسبة لطاعة الحميد المجيد فكيف بطاعة أحد منا من العبيد لهذا أمر الطاعة شديد لكن الله تعالى ميز النساء، ميز المرأة بان جعل طاعتها للرجل هي ربع دينها، دين المرأة يا أخوة أربع أرباع، قال صلى الله عليه وسلم وهو يحدد دين النساء: " إذا صلت المرأة خمسها (الربع الأول) صامت شهرها (الربع الثاني)، حفظت فرجها (الربع الثالث) أطاعت زوجها (الربع الرابع) قيل لها يوم القيامة أدخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شاءت "  المرأة في الإسلام مميزة. بأن طاعتها!!! تطيع  مع حسن العشرة لا تطيع بوجه مقلوب لا تطيع وهي تقلب وجهها لزوجها كأنها امرأة عجوز شربت شربة ملح، تطيع لأن الله أمرها بالطاعة ومن طاعتها لزوجها ألا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة خرجت من بيت زوجها وهو لهذا كاره (كاره أن تخرج لهذه الصاحبة كاره أن تخرج لهذا العمل كاره أن تذهب إلى هذا السوق) إلا لعنتها جميع مخلوقات الله عز وجل " تدعوا عليها بالطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى قال " ابن عمر" جاءت امرأة إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله ما حق زوجي علي؟ قال : ألا تخرجي من بيته إلا بإذنه ، هذا حقه عليها أن تطيعه ولا تخرج إلا بإذنه ولا تدخل أحداً من البيت إلا بإذنه هكذا قال صلى الله عليه وسلم " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذن لأحداً في بيتها رجل أو امرأة إلا بإذن زوجها " هو الذي يأذن في ذلك  , من طاعتها له ألا تخرج إلا بإذنه ومن طاعتها له ألا تدخل أحداً إلى البيت إلا بإذنه، لكن ليس معنى هذا أن يغلق عليها بالضبة والمفتاح ليس معنى هذا أن يحرمها من الخروج، ليس معنى هذا أن يتعسف معها، لا.. هي لها أن تخرج مرة على الأكثر في كل أسبوع لزيارة أهلها، لها أن تخرج مرة على الأكثر كل أسبوعين إلى المتنزهات لتتنزه قليلا، لها أن تخرج إلى المسجد ، لا يجوز له أن يمنعها من الذهاب إلى المسجد لحضور دروس العلم وللحضور إلى المشايخ الموثوق في علمهم إلا إذا كان يترتب على خروجها إلى المساجد مصيبة!! إلا إذا جاءت من المسجد بمقارنات ومثيرات هنا يجوز له أن يمنعها كما قال عليه الصلاة     والسلام " لا تمنعوا إيماء الله من بيوت الله " ,"  قالت عائشة لو علم الرسول ما أحدث النساء من بعده لمنعهن من إتيان المساجد "، وإذا كان هذا في إتيان المساجد فكيف بالذهاب إلى الأسواق وكيف بالذهاب إلى    المتنزهات ؟! فإذا ترتب عليه مفسدة جاز له حفاظاً على البيت أن يمنعها.

الحق الثالث : بذل الجهد في خدمته :
أن تبذل جهدها في خدمته بمعنى أن ترتب بيتها، تطهو طعامه، تغسل ثيابه، هذا حقه عليها وليس هذا سنة أو تبرع أو بخاطرها !! فهذا أمر من الله ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم,  لماذا أركز على هذا؟ لأن بعض الجاهلات من النساء اللاتي يحسبن أنفسهن متعلمات لأنهن حصلن على شهادات وهن من أجهل الجاهلات يرين أن المرأة ما يجوز لها أن تخدم الزوج اغتراراً ببعض أقوال الفقهاء بأن المرأة لا تخدم وهذا قول بعض فقهاء الأحناف وهذا خطأ وهذا باطل للحديث الصحيح الذي جاء في البخاري "  أن بنت المعصوم عليه الصلاة       والسلام جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي من تعبها في بيت الإمام علي وأنتم تعرفون القصة , وفي الأخير ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟ هل قال:  من حقك على علي أن يأتي لك بخادمة !! أو لماذا لم تطلبي من علي أن يأتي لك بخادمة؟!  أو آتيني بعلي حتى أقول له ذلك؟! ، لا....  إنما وعظها صلى الله عليه وسلم ونصحها بشيء آخر,  أن تسبح وأن تذكر وأن تحمد الله سبحانه وتعالى، وما ثبت في سيرته عليه الصلاة والسلام أنه أمر أحداً من أصحابه أن يحضر لزوجته خادمة، ومن أفضل من كتب في هذا الموضوع فضيلة الإمام العلامة الكبير شيخ الإسلام " ابن تيمية " رحمه الله في كتابه " الفتاوى الكبرى " ويجب على المرأة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك باختلاف الأحوال، فخدمة البدوية غير خدمة القروية، وخدمة القروية غير خدمة الحضرية، خدمة الضعيفة غير خدمة القوية، أعجبني هذا الكلام جداً فقد قال " ابن تيمية " بالمعروف، أي لا يأتي لها كل يوم بالعمال والوافدين والداخلين والخارجين ويقول لها اطبخي لهؤلاء، وليس من الواجبات على النساء أن تخدم أم الزوج أو أبيه ، هذا ليس واجباً عليها أبداً هذا إن فعلته فقد فعلت الفضل ,  وإن لم تفعله فقد أخذت بالعدل ، ليس لك حقاً أن تأمرها بأن تخدم أمك، أنت تريد خدمة أمك فاخدم أنت أمك واخدم عائلتك إنما هي بعيدة عن ذلك ، لكن المرأة عندما تخدم في بيت زوجها فيا له من أجر عظيم ويا له من عطاء كبير، والله العظيم يا أختنا المسلمة إني أحسدك والله على أجر الله لك اسمع ماذا قال عليه الصلاة     والسلام " أيما امرأة خدمت في بيت زوجها سبعة أيام إلا أغلقت بهذه السبعة أيام سبعة أبواب من النار وفتح الله لها ثمانية أبواب إلى الجنة " وهذا عطاء كبير واسمع ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام قال " أيما امرأة حملت شيئا من بيت زوجها فنقلته من موضع إلى موضع تريد بذلك صلاحاً إلا نظر الله إليها نظرة رحمة، ومن نظر الله إليها نظرة رحمة لم يعذبها بالنار يوم القيامة " فالفضل كبير.  السيدة فاطمة لما تجيء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعندما نقول السيدة فاطمة وهي أعظم نساء الدنيا، "إقبال" الشاعر الهندي يقول أم عيسى تتشرف بأنها جاءت بعيسى وقال هذه الأبيات:
        أم عيسى نسبة واحـــــدة         بثلاث تزدهي فاطمـــة
        هي بنت من؟ هي زوج مـن؟         هي أم مــــــــن؟
        من ذا يوازي في البرايا علاها          أما أبوها فهو أشرف مرسل
        جبريل بالتوحيد قد رباهـــا          وعلي زوج لا تسل عنـه
        فما أغنى شمائلـــــــه          وما أزكاهــــــــا
السيدة فاطمة جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وسألته : يا رسول الله من أول النساء دخولاً إلى الجنة؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: إنها امرأة الحطاب، فمن هي امرأة الحطاب ؟ ماذا كانت تفعل حتى تستبق بنت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى الجنة عندما سئلت امرأة الحطاب كيف أنت مع زوجك؟ وهي امرأة أمية وليست حاصلة على ليسانس أو بكالوريوس أو دكتوراه فالجنة ليست بكالوريوس أو بالجنسية الأمريكية، الجنة بتقوى الله " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " امرأة حطاب تسبق بنت سيدنا إلى الجنة؟! عندما سئلت زوجة الحطاب كيف أنت مع زوجك ؟ قالت : إذا خرج إلى الجبل يبحث عن رزقنا أشعر بالعناء الذي يلقاه في سبيل رزقنا وأشعر بحرارة عطشه كأنها في حلقي ! فأعد له الماء البارد حتى إذا جاء وجدني وقد رتبت منامي وطهيت طعامي وغيرت ثيابي حتى إذا ما ولج من الباب استقبلته كما تستقبل العروس عروسها الذي تعشقه ثم إذا أراد الراحة أعنته عليها وإذا أرادني كنت بين يديه كصبية صغيرة يتلهى بها أبوها، هكذا وصلت إلى أن تسبق بنت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

الحق الرابع : أن تحفظ ماله وأمانته :
ألا تكلفه من العيش ما لا يطيق حتى تجعله يقع في الحرام والله أكثر الذين وقعوا في الحرام وأكثر الذين وقعوا فيما يغضب الله كنت إذا سألت على واحد منهم ممن أعرف يقول والله ما حملني على ذلك إلا حسد وقر امرأتي علي ألم يقل عليه الصلاة والسلام " إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه بما تكلف به امرأة الغني " تنظر إليها , تنظر إلى بيتها وتنظر إلى سيارتها، لا تقارني يا أختي من حق زوجك عليك أن تحترمي ماله وألا تنفقي من ماله إلا بقدر حتى الصدقة محرمة وقد قال عليه الصلاة والسلام " لا يحل للمرأة عطيةً من بيت زوجها إلا بإذنه " لا تعطي مالاً لأحد إلا بإذنه وبالرجوع إليه وإلا حوسبت يوم القيامة حساب السارق كما قال المالكية عليهم الرضوان.

الحق الخامس : حسن التبعل في حضرته :
أي تتزين لزوجها , الرجل يخرج إلى الشارع فيرى نساءً في أحسن أحوالهم قد حلين وجوههن ونظفن أجسامهم فيعود إلى البيت ليرى إمرآه مبتذله , يرى إمرآةً رائحتها غير جيده فيظن أن النساء اللاتي في الشارع من طينه أخرى غير هذه البلوه التي عنده في البيت ! فماذا يصنع هذا الرجل ؟ هذا الرجل سوف يزهد فيها وأنظر إلى رجل تزوج بإمرآه وبعد شهرين طلقها ! فقالوا له : لما طلقتها ؟ قال : لها وجه كوجه القرد وساقان كساقا بعوضةٍ بل هما أقبح , إذا أبصرها الشيطان يوماً تعوذ منها حين يمسي ويصبح !!!
ينبغي على المرآه المسلمه , المرآه الصالحه أن تتزين وكما قلنا من حق المرآه على زوجها أن يتزين لها , أن يتهيأ لها , كذلك هي , من حقه عليها أن تتزين له وقد قال عليه الصلاة والسلام "  إني أكره أن أرى المرآه سلتاء مرهاء  "  
سلتاء : أي لا تخطضب  ( لا تضع ماكياج ) .
مرهاء : أي لا تتكحل .
والمرآه السلتاء المرهاء هي رجل متنكر في ثوب إمرآه !! لابد ألا تكون سلتاء ولا مرهاء كما قال عليه الصلاة والسلام , من حق الرجل على إمرآته أن تتهيأ له , ومن حقه عليها إن دعاها لحاجة الرجل من إمرآته أن تلبي ولا تقول ليس لي رغبه الآن ! هذا كلام من لا تؤمن بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام , وصحيح من الأولى أن يكون هذا الأمر بالمشاركه ومن الأولى أن يكون بما قال الله ﴿ وقدموا لأنفسكم ﴾ لكن ان استبدت بالرجل الشهوه وأراد إمرآته فمن حقه عليها أن تلبيه إلا اذا كان عندها عذر من الأعذار وهناك ثلاثة أعذار حددها العلماء وأجازوا فيها للنساء أن تمتنع عن زوجها ...
العذر الأول :  أن يكون عندها عذر صحي أي تتضرر بجماعه لها مثل القروح وما أشبه , كما قال النبي عليه الصلاة والسلام  " لا ضرر ولا ضرار "
العذر الثاني : أن يكون عندها مانع شرعي مثل أن تكون صائمه أو أنها تصلي أو تكون مثلاً مُحرِمه بحج أو عمره أو عندها الحيض أو النفاث أو يريد أن يأتيها في مكان بعض الناس يمكنهم أن يروها فيه , هنا يجوز لها أن تمتنع عنه بيقين.
العذر الثالث : ذكر الآئمه رضي الله عنهم وأرضاهم أن يأتيها في الحرام مثل أن يجامعها في دبرها !! اذا جامعها في دبرها يجب أن تمتنع عنه وهذا الرجل يا ويله يوم القيامه ! يا ويله يوم العرض على الله عزوجل وقد قال رسول الله صللى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه " بن تيميه " وذكره في  " التفسير الكبير " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أيما رجل أتى إمرآته في دبرها إلا حشر يوم القيامه وهو أنتن من الجيفه يتأذى منه الخلائق ,لا يقبل الله منه صنفاً ولا عدلاً يوم القيامه ( أى لا فرضاً ولا نافله ) .

الحق السادس : أن تكف لسانها عن أذيته وأذية عشيرته :
أنا والله العظيم أعجب لإمرآه يمكنها أن تؤذي زوجها بلسانها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان له إمرآه تؤذيه بلسانها إلا كان حقاً على الله ألا يقبل صلاتها ولا يقبل حسنةً منها حتى ترضي زوجها وان صامت الدهر كله  وعلى الرجل مثل ذلك الوزر ان كان لها مؤذياً ظالماً " فهي ترضيه وهو يرضيها كذلك وقال عليه الصلاة والسلام للنساء في حديث أورده الإمام " أحمد " في المسند " إياكن وكفران المنعمين , قلن يا رسول الله وماكفران المنعمين ؟ قال : تبقى احداكن في بيت أبيها وأمها , تقعد بين أبيها وأمها حتى تعنس فيرزقها الله برجل , يرزقها فيه بأموال وأولاد فإذا أذاها يوماً قالت : ما رأيت منك خيراً قط ! " فلا تؤذي زوجك وان كان مؤذياً وكما قال عليه الصلاة والسلام " أيما إمرآه صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثلما أعطى آسيا زوجة فرعون " وعندما أراد سيدنا " علي زين العابدين "  أن يتزوج قال لمن يريد أن يتزوجها " اسمعي , أنا رجل شديد الغضب بطيء الفي " لا أرجع بسرعه " ,  سيء الخلق قالت : ( واسمع الى المرآه الصالحه والمرآه المسلمه حقاً " أسوأ منك خلقاً من تحوجك لأستخدام سوء الخلق معها !! قال علي : فبقيت معها عشرة أعوام فما حفظت منها كلمه مؤذيه الا كلمه أنا كنت لها في ذلك مؤذياً وظالماً فقلت لها أمرك بيدك ( أى اذا أردت أن تطلقي نفسك فهذا يجوز لك " فقالت : يا هذا لقد كان أمري بيدك عشر سنين فما ضيعته , أفأضيعه أنا في ساعه من نهار ؟!!!!!! هكذا المرآه المسلمه وهكذا المرآه التي ربيت على  مائدة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  لا تؤذي زوجها ولا تؤذي أهل زوجها , فهناك بعض النساء تفعل أفعال عجيبه جداً ! تحاول أن تقرب أهلها وتبعد أهل زوجها ! المرآه المجرمه العاصيه , الفاسقه هي التي تكيد لأهل زوجها وتبعدهم وقت الذي تقرب فيه أهلها وتشتكي دائماً لزوجها من أمه ومن أهله وعشيرته حتى تبدأ بالتأثير فيه من الأم إلى الأخت ......إلخ , وتبدأ في تقريب أهلها من زوجها مثل أن أهلها يحبون الزوج حباً جما ولا يستطيعون أن يأكلوا بدونه ! ومن الكلام المتعارف عليه بأن زوج البنت هو أغلى من البنت , وكلام آخر مثل أنني بدأت أُغار من أختي عليك !! فهي تحبك جداً ...إلخ, هذا غير قصائد الشعر التي يلقيها أهلها على الزوج والزوج يسمع !!
                      اذا رأيت أموراً                   منها الفؤاد تفتت
                     فتش عليها تجدها                  من النساء تأتت
المرآه المجرمه هي التي تبعد أهل زوجها في الوقت الذي تقرب فيه أهلها , يا ويلها من تقطع الأرحام , يا ويل هذه التي تفصل بين الأنام , يا ويلها التي تبعد الأم عن ولدها .وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فرق بين الأم وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامه "  أيها المسلمون  البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت . اعمل ما شئت فكما تدين تدان , أو كما قال صلى الله عليه وسلم ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابه .                     
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق