الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

أهمية تجديد الخطاب الديني ( الحلقه الاولي)

إنّ الإنسانَ عقلٌ يدرِكُ...... وقلبٌ يحِبُّ........ وجسمٌ يتحرَّكُ، وغذاءُ العقلِ العلمُ، ............وغذاءُ القلبِ الحبُّ، .....................وغذاءُ الجسمِ الطعامُ والشرابُ، واللباسُ والمأوى، في الخطابِ الإسلاميِّ إذا ما لم تُرَاعَ مبادئُ العقلِ هذي، وما لم يَتوَجَّهْ الخطاب الديني إلى القلبِ، وما لم يحقِّقْ مصالحَ الإنسانِ الأساسيةَ والمشروعةَ فلن ينجح الخطابُ الإسلاميُّ في امتلاكِ القدرةِ على التأثيرِ في الآخرين، وحمْلهِم على تغييرِ تصوّراتِهم، وقناعاتِهم من جهةٍ، ثم حَمْلِهم على تغييرِ سلوكِهم، وأنماطِ حياتهِم من جهةٍ أخرى، مع التأكيدِ على أنْ يكونَ هذا التغييرُ طوعاً لا كرهاً. فّاذا أردت ان تؤثر في الرجل فخاطب عقله وإذا أردت أن تؤثر في المرأه فخاطب قلبها وإذا أردت أن تؤثر في الجمهور فخاطب ‘تجاهاته وميوله فكلُّ داعيةٍ ينبغي أنْ يكون عالماً بالاتي :- • أصولِ الدين وفروعِه، وحقائِقه المؤصَّلةِ والمدلَّلة المأخوذةِ من الوحيين؛ الكتابِ والسنةِ، • عالماً بطبيعةِ النفسِ الإنسانيةِ وخصائِصها، • عالماً بالوسائلِ التربويةِ الفعّالةِ في إحداثِ التغييرِ الحقيقيِّ في النفسِ، • وينبغي للداعيةِ - أيضاً - أنْ يستوعبَ الثقافةَ العصريةَ بثوابتِها ومتغيّراتِها، وبطبيعةِ العصرِ، وسرعةِ التطوّرِ، والقُوى الفعّالةِ، والموازينِ المعتمَدةِ فيه؛ × وإذَا استثقلَ الداعيةُ هذا الثمنَ الباهظَ فينبغي ألاّ يغيب عنه أنّ الدعوةَ إلى اللهِ هي أعظمُ عملٍ يتقرّبُ به العبدُ إلى ربِّه، وأنها تقترِبُ من صنعةِ الأنبياءِ، حيث يقول الله جل جلاله: {ياأيها النبي إِنَّآ أرسلناك شاهدا وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [الأحزاب: 45-46] . × فمن الثابتِ أنّ من أسبابِ قوّةِ التأثيرِ الموضوعيةِ، • ربط الأهدافِ بالوسائلِ، • وربطَ الأصالةِ بالحداثةِ، • وربط الثوابتِ بالمتغيِّراتِ، • وربطَ القديمِ بالحديثِ، • وربط المنهج بالواقع , • وربطَ الإسلام بالحياةِ، فالاسلام دينُ الفطرةِ، ودينُ الواقعِ، ودينُ العلمِ، ودينُ الوسطيةِ التي جمعتْ بين الحاجاتِ والقيمِ، وبينَ المبادئ والمصالحِ المتعدده في الواقع اليومي ، وبينَ المادةِ والروحِ، وبين الدنيا والآخرةِ. × وانطلاقاً من هذه القناعاتِ الإيمانيةِ الثابتةِ، والرؤيةِ الموضوعيةِ لِما ينبغي أنْ يكونَ الخطابُ الدينيُّ المعاصرُ، فالمفروض في الخطابي الإسلاميِّ بكل أُطُرِه وأنماطِه، وأشكالِه وألوانِه، سواءٌ في المساجدِ، أو في الجامعاتِ، أو في المؤسّساتِ الدعويةِ، أو في المراكزِ الثقافيةِ، أو في وسائلِ الإعلامِ المحليةِ، والعربيةِ، والإسلاميةِ، والدوليةِ، الحرص على ألجمعَ بين حقائقِ الدينِ، وحقائقِ العلمِ، لتترسّخَ حقيقةٌ غابتْ عن كثيرٍ من المسلمين، هي أنّ الذي خلَقَ الأكوانَ هو الذي أنزل القرآنَ، وأنّ الحقَّ دائرةٌ تتقاطعُ فيها خطوطُ النقلِ الصحيحِ، والعقلِ الصريحِ، والفطرةِ السليمةِ، والواقعِ الموضوعيِّ؛ لذلك الوفروض أ لا تغيبُ الفقرةُ العلميةُ عن كلِّ الخطابات الدينيةِ. ( بقلم / عبدالرازق طاهر الخطيب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق