الاثنين، 27 يوليو 2015

التقليد

كتب / د.أحمد صالح آل زارب

تقليد الآخرين دون تمحيص أو اختبار يؤدي بالإنسان إلى البعد عن الحقيقة هي من الأمور التي يرفضها الإسلام رفضا قاطعا،لذا فقد نعى القرآن الكريم على الكافرين تقليدهم لآبائهم أو ساداتهم دون فكر وروية وأعمال عقل فيما يقوله أو يفعله هؤلاء من الآيات التي أنكر الله سبحانه وتعالى فيها تقليد الكافرين لآبائهم،قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}.
وقوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}.
جاء في معنى هاتين الآيتين،أن الكفار إذا قيل لهم كلوا مما أحل الله لكم ودعوا خطوات الشيطان وطريقه،واعملوا بما انزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم استكبروا عن الإذعان للحق وقالوا:
"بل نأتم بآبائنا فهم خير منا،نتبع ما وجدناهم عليه من تحليل ما أحلوا وتحريم ما حرموا.فأنكر الله عليهم ذلك التقليد لآبائهم الذين لا يعقلون من أمر الله شيئا ولا هم مصيبون حقا ولا مدركون رشدا.إذا كان الله سبحانه وتعالى قد ذم الكافرين لإتباعهم لآبائهم.واقتدائهم بهم،فذلك لأنهم قلدوهم في الباطل واقتدوا بهم في الكفر والمعصية.أما إذا كان التقليد في الحق، فهو أصل من أصول الدين وعصمة من عصم المؤمنين،ومصداق ذلك ما أثبته الله على لسان نبيه يوسف عليه السلام في قوله تعالى:
{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ*وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}.
فلما كان آباؤه عليه وعليهم السلام أنبياء متبعين للدين الخالص الذي ارتضاه الله،كان إتباعه لا بائه واقتداؤه بهم وبعلمهم أمرا مطلوبا،فجاء بصيغة المدح ولم يأت بصيغة الذم كما في تقليد الكافرين لآبائهم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق